aah229
عدد المساهمات : 84 تاريخ التسجيل : 09/04/2011
| موضوع: تربية الأولاد بين السعادة والشقاء الثلاثاء أبريل 12, 2011 9:06 am | |
| تربية الأولاد بين السعادة والشقاء
لفضيلة الشيخ/ محمد حسين يعقوب
[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم مُلخص المُحاضرة :
· يتحدث شيخُنا الفاضل فى تلك المُحاضرة مُبيناً مدى خطورة تربية الأبناء فى الأمة الإسلامية، وأن ذلك يرجع لثلاثة أسباب منها: 1. أن الأولاد إما نعمة وإما نقمة. 2. أن تربية الأبناء فى عصرنا هذا صارت مُشكلة. 3. إعداد جيل للتمكين . · ثم ُيكمل فضيلة الشيخ حديثه حول تربية الأبناء وكيفية تربيتهُم تربية إسلامية سليمة، وأن ذلك يعود لأثنى عشر عُنصُراً وقد اكتفى فضيلته بذكر عُنصُرين أثنين فقط . العُنصُر الأول: استشعار الأب مسئوليته العظيمة أمام الله، وهذا يظهر فى حُسن اختيار الأم . العُنصُر الثاني: النية الطيبة فى إنجاب الذرية: - وهى نية مُتعددة الجوانب - =الجانب الأول بها: نية إنجاب الأبناء ليشفعوا لك بعد موتك. =الجانب الثاني بها: نية إنجاب البنات كي يكُن ستراً لك من النار. =الجانب الثالث بها: إنجاب أولاداً ليموتوا صغاراً يشفعوا لك ويدخلوك الجنة. =الجانب الرابع بها: إنجاب ذرية يرفعون راية ( لا إله إلا الله ). =الجانب الخامس بها: إدخال السرور على قلب النبي مُحمد -صلى الله عليه وسلم- . · العُنصُر الثالث: استشعار المسئولية بصلاح الأب . · العُنصُر الرابع: أن يعود الطفل منذ صغره وأن يُربيه على التوحيد . العُنصُر الخامس: إصلاح الأُم .
المحاضـــرة
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾
أما بعـــد،،، فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى مُحمد– صلى الله عليه وسلم – وإن شر الأمور مُحدثاتها وإن كل مُحدثةٍ بدعة وإن كُل بدعةٍ ضلاله ، وكُل ضلالةٍ فى النار .
ثم أما بعد،،،
فنلتقي الليلة ونسأل الله أن يجعل لقاءنا خالصاً لوجهه الكريم نافعاً لجميع المسلمين، نلتقي لنتكلم فى مسألة هى من أخطر القضايا التى يواجهها المسلم فى هذه الأيام ألا وهى قضية ( تربية الأولاد )، نسأل الله أن يربى لنا أولادنا ، وتربية الأولاد من أخطر القضايا التى يواجهها المُسلم فى هذه الأيام.
لثلاثة أسباب :- السبب الأول : إن الأولاد أما نعمة وأما نقمة :- *الأولاد قد يكونون نعمة كما قال ربنا: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ﴾. *وقد يكونون نقمة كما قال ربنا: ﴿ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ﴾ ﴿ إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ . الأولاد قد يكونون فتنة على الرجل وقد يكونون نعمة من الله فى حقه كما قال الله : ﴿وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَوة وَأَقْرَبَ رُحْما﴾. فكم من ولدٍ كان نعمة من الله على والديه أعاناه على الطاعة وساعداه على العلم ودخل الوالد الجنة بسبب ولده. يقول النبي – صلى الله عليه وسلم - : "يؤتي بالرجل فى الجنة فيرفع فى الجنة درجات، فيقول بما هذا يا رب ولا يبلغني إياه عملي ، فيقول باستغفار ولدك لك". وقال النبي– صلى الله عليه وسلم – :" إذا مات الميت انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له ". اللهم أصلح لنا أولادنا.. قد يكون الأولاد نعمة من هذا الجانب يدخلون أباهم الجنة ولداً كان ذكراً أو بنتاً أنثى، قد يكونوا سبباً فى دخول الأب والأُم الجنة ورفع الدرجات فى الجنة .
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم – :" يُؤتى بقارىء القُرآن يوم القيامة فيُكسى حلة الكرامة، يقول القرآن يا رب حلّه فيُكسى حلة الكرامة، ويقول القرآن يا رب زده ، فيُلبس تاج الكرامة ، ثم يكسى والداه حُلة الكرامة"، حامل القرآن يُكرم والداه بسببه والولد الشهيد يشفع فى أبيه وأمه. فقد يكون الولد نعمة من هذا جميعاً وقد يكون الولد نقمة كما قال ربنا عن المنافقين ﴿فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ﴾. وقد يكون الولد عذاباً على والديه..وبالاً على والديه، قد يصير الولد مأساة، وسبب ضنكاً للوالدين، وهذا من فضل ربنا على عباده المؤمنين ، تفهمه فى ظل حديث: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له". صاحب الأولاد يحرص على أن يكونوا صالحين فيكونوا خيراً له، ومن عدم الولد لم يُرزق أولاداً يحمد الله اعتقاداً أن هذا خيرا له لعله لو رزق ولد لكفّره الولد وكان سببا لدخوله النار لذلك قال ربنا : ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ*أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾. من الذي يجعل؟ الله يجعل من يشاء عقيما؟ًلماذا ؟ إنه عليم قدير، عليماً بما يُصلحكُم ، قدير على أن يُعطيكُم ويمنعكُم .
فهذا هو السبب الأول فى خطر الأولاد، أن الولد إما نعمه وإما نقمة .
السبب الثاني فى الخطر أن تربية الأولاد فى عصرنا صارت مشكلة: اللهم ربى لنا أولادنا.. صارت اكبر المشاكل. لماذا ؟ لو وجدت أبا مُلتزماً مُحباً لله ورسوله، مُطيعاً لله ورسوله، يُريد أن يخرج ولده على هذا النمط، فواقع الحياة لا يُساعدهُ على ذلك . فتجد الولد أبوه ملتزماً، مُصلى، قارىء للقُرآن، وأُمهُ مُحجّبه، وفى ذات الوقت إن المشكلة: أن الجد مُدخّن والجدة مُدمنة للتليفزيون والعم حليق والعمة متبرجة والخال لعيب والخالة ما أدراك .. تجد أن الجيران يقتنون الفيديو والدش، وبجوارهم الجرائد كلها صور عارية وفسق، والمجلات كذلك، والمناهج الدراسية أسوأ ثم فوق كل هذا المدرس الذى من المفروض أن يكون قدوة ( رقاص ) والمُدرّسه كمثل.. وصارت كارثة كيف أربى ولدى فى هذا الخِضّم، حتى تجد المُسلم الملتزم يصرخ ذروا لى ابني أُربّيه، لكن الأب يبنى والمدرسة تنقُض، الأب يبنى والجد يهدم ، الأب يبنى والعم ينفى، حتى إنك تجد أولادك فى بعض الأحيان ينظرون إلى هذه الشهوات والملذات حين تخرج بنتك بنت ست سنين وهى تلبس الخمار والجلباب ( وهذا هو الواجب ) فترى بنت عمها أو بنت خالها..بنت عمتها أو بنت خالتها أو حتى عمتها وخالتها تلبس التى-شيرت والإسترتش تنظر مُعجبة هى تجد فى بيت عمها التليفزيون وبنات عمها ذاهبين إلى السينما وبنات خالها ذاهبين المسرح ينظُر الطفل نظر المُعجب والمحروم يقول لما حُرّم علينا هذا.. فيصير الأمر مأساة كيف يُربّى الطفل فى وسط هذا الجو ؟ إشكال أكبر من أن يستوعبه عقل الطفل، لذلك ليس هُناك مخرج من هذا إلا أن يحمى الله الأطفال..إي والله .. أما غير ذلك الضلال وقد رأيت من الشباب عبدة الشيطان..شىء عجب أن يعبُد أناس الشيطان..شىء عجيبٌُ جداً ما كان أحد يتخيله ..قلت وكثيراً ما أقول طول عُمرنا نقرأ : ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ نقول عبادة الشيطان يعنى معصية الله، وما كُنّا نعرف أنهُ سيُسجد للشيطان ويُركع، ما كان أحد يتخيل هذا ، لكن الطريق يؤدى إلى هذا، الطريق تؤدى إلى هذا من فجور وفسوق وموسيقى وأغاني وانبهار بالغرب، هذا يسوق ويؤدى إلى أن يعبُد الناس الشيطان، إذا لم يعبدوا الرحمن فالطريق الآخر مؤدى إلى هذا.. المقصود أن هذا السبب يجعل أمر التربية مُشكلة، مُشكلة ضخمة إلى أبعد حد ..
الأمر الثالث (حتى لا نُطيل) : إعداد جيل للتمكين:الأمر الثالث الذى يجعل تربية الأبناء مُشكلة فى هذا العصر، أننا بحاجة لإعداد جيل للتمكين :- للأسف أن جيلنا حتى الآن ما صنع شيئا وهو قدر الله، فلئِن بُوّأنا بعارٍ لزيّم وهو عدم التمكين، فلينبغى أن نجمع عليه كذلك عار الرضى بذلك، ومن أدلة عدم الرضى أن نُربّى أولادنا ليكونوا أفضل منا، فالإنسان لا يُحب لأحد أن يكون أفضل مِنهُ إلا ابنه .. فنحن نريد أن نُربّى هذا الجيل، جيل آخر..كجيل أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وحُذيفة وخُذافه ، نُريد أن نُربّى جيل كأنس ومُعاذ وبِلال وعمّار وأبى الدرداء وأبى ذرّ، هذه الأسماء بفضل الله بدأت تطفوا على الساحة مرة أُخرى، بركة..فبظهور هذه الأسماء..بركة..لعل الولد يُرزق شىء من اسمه لأن أبن القيّم يقول: ( إن لكُل مُسماً نصيب من اسمه إما بنصه وإما بعكسه ) .
يعنى .. لما تُسمى الولد (مُعاذ) إما أن يكون مُعاذاً حقا يُعيذه الله من الشيطان، وإما أن يكون شيطاناً.. فنسأل الله -عز وجل- أن يُعيذ أولادنا وأولاد المُسلمين من الشيطان.. نسأل الله أن يحفظ أولادنا وأولاد المسلمين من شياطين الإنس والجن.. فالمقصود يا شباب أن هذه القضية أيضاً نُريد أن نُعدّ جيل للتمكين، وإعداد هذا الجيل (جيل التمكين) لابُد أن يُعد من قبل أن يولد الطفل، بل عند اختيار أُمه، لذلك ندخُل فى الموضوع مباشرةً بعد أن ذكرنا ثلاثة أسباب للحديث فى الموضوع: 1.السبب الأول: أن الأولاد إما نعمة وإما نقمة . 2.السبب الثاني: حل الإشكالية ألحديثه فى تربية الطفل . 3.السبب الثالث: إعداد جيل التمكين . تعالوا لنتكلم ونتعلم كيف نربى أولادنا؟ يكمن ذلك فى أثنى عشر عُنصُراً اكتفى منها الليلة بعنصرين اثنين وتبقى عشرة لحين يولد لكم أخ.
أولاً: استشعار الأب مسئوليته العظيمة :- أول سبيل لتربية الأولاد أن يستشعر الأب أنه مسئول:"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته وهو مسئول عن رعتيه ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته". استشعار هذه المسئولية أنه سيوقف أمام الله ليس بينه وبينه ترجمان يسأله عن ولده أن الله. حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع؟" إن ربك لن يسألك عن أي شهادة حصل الولد عليها.لن يسألك ربك علمته فأخذ إعداديوس ولا بكالوريوس وإنما سيسألك عن شهادة أن لا اله إلا الله..علمتها له أم لا.. إنني أقول كثيراً أن هؤلاء الأولاد الذين عبدوا الشيطان إنما عبدوه لأنهم لم يعرفوا الله..لم يعرفهم أحد بالله..لو عرفوا الله لأحبوه ولو أحبوه لعبدوه.. ولكن لما لم يعرفوا الله فلم يحبوا الله عرفوا الشيطان فأحبوه لأنه وافق هواهم وشهواتهم..لذلك يجب أن يستشعر الأب تلك المسئولية الضخمة.. كيـــــــف ؟ العنُصُر الأول: باختـــيار الأُم :- إن الذي يريد أن يُنّجب ولداً كمعاذ بن جبل لابُد أن يختار له أُماً تصلُح أن تكون أم إمام العُلماء. أما الشاب الذي يبحث عن شعر طوله كذا، ولونه كذا، وبشره لونها كذا، والضخامة وضعها كذا، فإنه يريد أن تُنجب له لعيب كرة أو ممثل محترف. إن الذي يُريد أماً تنتج عالماً.. يبحث عن داعية علم..يبحث عن من ذات دين: "فاظفر بذات الدين"قارّة فى مصنع تخريج رُهبان الليل أسوّد النهار يبحث عن أم كهذه. أما من يبحث عن أم توافق شهوته وتملى عينه وتشغل حياته بهات وجيب واصرف فلن تخرج له إلا طفل الشوارع الذين راحوا.. أم مسئولة أمام المرايا والماكياج متى يكون لها دور فى تربية الولد وهى مسئولة بالمحافظة على أبيه ألا ينظُر لغيرها. الأم التى تعول أبناً يكون كأبى ذر الزاهد لابُد أن تكون الأم معدة لذلك زاهدة تكون ك"خديجة"..ك"زينب"..ك"فاطمة بنت محمد"– صلى الله عليه وسلم- لابُد أن تكون كأسماء بنت أبى بكر ك"حفصة بنت عمر" لابُد أن تكون فقيهه ك"أُم الدرداء".. فاستشعار المسئولية يبدأ من اختيار الأم..أم الطفل الذي تُريده..تختار امرأة تصلح أن تكون أُماً لأمير المؤمنين أن تكون أما لقائد المجاهدين..لست تبحث عن أُماً لنفسك وإنما تبحث عن أماً للأمة وليست لذاتك ونفسك.. هذه هي أول مرحلة فى استشعار المسئولية عند الشباب. ولذلك نحن نود أن يفيق الشباب من سكرتهم فى وهمهم الواسع فى مسألة الزواج لأنهم ليس الآن وضع أن يختار الشاب لنفسه بل أن يختار الشاب لأُمته هذا هو الاستشعار الأول عنصر من عناصر استشعار المسئولية .
العنصر الثاني: النية فى إنجاب الذُرّية :- لماذا تنجب أولادا؟ إن كثيراً منا يرزقه الله أولاد(اللهم زد أولاد المسلمين) لكن لماذا؟ لماذا تطلب الذرية؟ لابد من النية. علمك النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – فقال: "إذا جامع الرجل زوجته فقال بسم الله" وفى حديث آخر ورواية أخرى: "إذا أتى أحدكُم أهله فليقل بسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني" وفى رواية أخرى: "اللهم جنبنا (أنا وهى) الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإن قضى لهم بولد لم يكن للشيطان فيه حظ ولا نصيب". يُعلمك وأنت تُجامع لأجل الولد أن تنوى نية صالحة ليس هذا الإتيان لزوجتك لشهوتك فقط، وأنك تذكر لتُحمى فقط وإنما لحماية الولد..لرعاية الولد..لذلك النية فى إنجاب الذُرّية تكمُن لخمسه: أولاً: أن تُنجب أولاداً ليشفعوا لك بعد موتك. ثانياً: أن تُنجب بنات ليكُنّ ستراً لك من النار، يقول النبي –صلى الله عليه وسلم- : "من عال من هذه البلايا جاريتين كنا له ستراً من النار" اليوم الناس تربي على كراهية البنات للأسف مع إن البنات ستارة لك من النار. ابنتين يبقوا ستر: "من عال جاريتين فأحسن تربيتهما ورعايتهما حتى تبلُغا فزوّجهُما فكُن له سِتراً من النار".
تربيها كده على الحجاب والنقاب من صغرها وتحفّظها القرآن وتعلمها الآداب الإسلامية وتُسلمها للزوج صاغ سليم، امرأة بأُمة.. هذه تكون ستاراً لك من النار . ثالثاً: تُنجب أولاداً ليموتوا صغاراً فيشفعوا لك ويدخلوك الجنة، نية صالحة، قال –صلى الله عليه وسلم-: "أتدرون ما الرقوب فيكُم؟ قالوا: الرقوب فينا من لم يُخلّف أحداً من ولده، قال الرقوب (المقطوع) من أمتي من لم يُقدم أحداً من ولده"، الذي لم يمُت أولاده قبلاً منه.. قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-: "من مات له أطفالاً صغار جىء بهم يوم القيامة فيقول الله لهم ادخلوا الجنة فيقولوا: والله لا ندخل حتى تأتى بأبوينا فيقال: خذوا بأيدى أبويكم وادخلوا الجنة ". طفل صغير مات قبل البلوغ لا يدخل الجنة يقول: يا ربى هات أبى وأمي الأول، فيقول: خلاص روح هات أبوك وأُمك لو كانوا فى النار سيأتي بهم ويدخل بهم الجنة حتى السّقط ، المرأة الحامل إذا سقطت (سقط حملُها) يقول -صلى الله عليه وسلم- : "إن السّقط ليُراغِم ربه فى أبويه إذا أدخلهُما الله النار فيُقال: أيُها السّقط المُراغم ربه أخرج أبويك فأدخلهُما الجنة ". كله محسوب..لن تخسر، أنوى نية صالحة، إنك إن رُزقت أولاداً فماتوا صغاراً صبرت، فإن صبرت دخلت بهم الجنة، هذه نية صالحة.. رابعاً: كذلك إنجاب ذُرّية يرفعون راية (لا إله إلا الله) لأننا بحاجة إلى شبابا رجال يرفعون تلك الراية وخصوصاً فى وسط المخاطر التى تُهدد المسلمين فى هذا العصر..اللهم أصلح لنا أولادنا..اللهم أصلح أولادنا وأولاد المُسلمين واجعلهم ذرية صالحة وأنبتهم نباتاً حسنا..فهذه نوايا ينبغي أن تنويها وأن تعُدّها ..
خامساً: بقيت نية خامسة ألا وهى أن تُدخل السرور على قلب النبى محمد –صلى الله عليه وسلم- فهو القائل: "تناكحوا، تناسلوا، تكاثروا، فإني مُباه بكُم الأمم يوم القيامة". وقال -صلى الله عليه وسلم -: "تزوجوا الودود الولود فإني مُكاثِر بكُم الأمم يوم القيامة". هناك فرق من أنك تأتى يوم القيامة بيدك ولدين اثنين زى ما بيضحكوا عليك أسرة صغيرة مش عارف إيه.. دعك من هذا الكلام. فرق بين هذا وبين أن تلقى رسول الله ومعك عشرين ولد أيُّهما يكون أسعد للنبي أو أثنى عشر (اللهم اجعلهم صالحين) طبعاً الشرط أن يكونوا صالحين وإلا لن يروا النبى – صلى الله عليه وسلم– اللهم أصلح لنا أولادنا، المقصود أنك حين تُنجب هذه الذرية الضخمة تُسعد النبى لأنه مُكاثر الأُمم، مُباهي بنا الأُمم بالعدد والكثرة. فاستشعار المسئولية أولاً فى اختيار الأم استشعار المسئولية ثانيا فى النية عند إنجاب الذُرّية . * العُنصُر الثالث : استشعار المسئولية بصلاح الأب :- فصلاح الآباء ينفع الأبناء والإصلاح فرع الصلاح فلا يستقيم الظلُ والعود أعوج، ولا لا! ، لكل قاعدة شواذ. نحن نقول أن كثيراً من الملتزمين آبائُهم وللأسف ليسوا على التزام، ولكن ليس هذا هو الأصل وإنما الأصل أن يخرُج الولد صالحاً لأبيه
وينشأ ناشىء الفتيان منا :: على ما كان عوّدهُ أبوه
فليس يدين الفتى بحِجاً :: وإنما يعوّده التدين أقربوه فهكذا يدين الفتى بما عوّده أبوه..بما ربّاه عليه أبوه..فلذلك لابد من أن تصلُح ليُصلح الله لك ولدك.. قال تعالى: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً﴾..ليتقى الله الأب..اتق الله أيُّها الرجل..يُربّى الله لك أولادك..﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً﴾إن خفت عليهم قل قولاً سديداً..اتق الله وقل قولاً سديدا. وبعض المفسرين يقول إن التقوى والقول السديد فى: الدعوة إلى الله.
اعمل فى الدعوة يُربّى الله لك أولادك..يحفظهم..لذلك انتمى إلى هذه القضية الخطيرة..إن الله يُعينك على تربية أولادك.. يقول سفيان الثوري لولده: (والله إني لأزيد فى صلاتي من أجل أن أُحفظ فيك).. نعم..شاهدها فى القرآن إن الله أرسل نبياً وعبداً صالحاً ليُقيم جِداراً يُريد أن ينقض. لماذا؟ فقال: ﴿وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً﴾..فصلاح الآباء ينفع الأبناء..إذا كُنت صالحاً أصلح الله لك أولادك.لذلك تجد الولد يخرج كهيئة أبيه غالباً..إذا رأى الولد أباه يُصلى فرد السجادة فى البيت هكذا ويصلى وهذه من تربية النبى محمد– صلى الله عليه وسلم- فقد قال: "صلوا فى بيوتكم، اجعلوا من صلاتكم فى بيوتكم، ولا تجعلوها قبورا" وقال : "خير صلاة المرء صلاته فى بيته إلا المكتوبة" صلى فى البيت ليراك الولد تفرد السجادة وتقف تُصلى، الولد يذهب يأتي بالفوطة أو منديل ويحطوا بجانبك ويقف يركع ويسجد مثلك، وإذا رأى الولد أباه يدخن.. سيأتي أيضا بورقة يبرمها ويدخن..مثل أبيه..ومن شابه أباه ما ظلم! والمقصود أن صلاح الآباء ينفع الأبناء. وينبغي لك أن تعلم أن بصلحك يربى الله لك ولدك . الشاهد الذي ذكرناه قبل ذلك، وذكرناه الليلة فى الإشكالية، أن المُشكلة أن العم والعمة والخال والخالة والجد والجدة والمُدرّس والمُدرّسة والجار والجارة كُلهُ فساد ..
فكيف يُحمى أولادُنا؟ قلنا لن يحمى أولادك إلا الله، يُحمى أولادك عند تعدُد مصدر التلقى بأن الذى يُرجّح جانب الخير فيهم الله، فى قصة أصحاب الأخدود أنه كان فيمن كان قبلكم ملك وكان للملك ساحر..وكل ملك لابد له من ساحر..وكان للملك ساحر فلما كبر قال أبغنى غُلاماً أُعلمه السحر يكون لك من بعدى، انظروا إلى حرص الساحر الكافر!لأن كل ساحراً كافر.
من نواقض الإسلام العشرة انتم تعلمون نواقض الإسلام؟ أليس للوضوء نواقض أم لا؟ يعنى المسلم لما يتوضأ، فى نواقض للوضوء تُفسد الوضوء مثل: التبول والتبرز وخروج الريح مثلاً وليس على سبيل الحصر..هذه نواقض تنقض الوضوء..يحتاج أنه يتوضأ ثانية. فلـ " لا إله إلا الله" نواقض..أليس كذلك؟.. واحد قال لا إله إلا الله يبقى خلاص؟ موحد؟ انتهينا؟ لا..فى نواقض..من نواقض لا إله إلا الله السحر، ومنه الصرف والعطف..ماذا يعني الصرف والعطف؟ الذي يعمل سحر ليجعل المرأة تحب زوجها، هذا اسمه عطف، أو إنها تكرهه اسمه صرف هذا كفر–والعياذُ بالله– فمن فعل أو فُُعل له برضاه فهو كافر.. المقصود: فالساحر كافر..انظر إلى الساحر الكافر يريد أن يستمر الكفر من بعده..يقولوا أحضر لى ولد أُعلّمهُ السحر.. لماذا؟..لكي يستمر الكُفر..انظر إلى أهمية تربية الأولاد.. قال له أحضر لي ماذا؟ولد..غُلام أُعلّمهُ السحر.. والغلام فى لُغة العرب: ما هو من سن الفِطام إلى ما دون البلُوغ ..من سن الفطام سن سنتين إلى ما دون البلوغ تسع سنين.هذه التربية فى هذا السن..
فالمقصود أبغنى غُلاماً أُعلّمهُ السحر يكون لك من بعدى، فأُتى بغُلام فصار يذهب إلى الساحر ليُعلّمهُ الكُفر، فرأى فى طريقه راهبا فدخل إليه..انظُر..اجتمعت قوى الشر..المالك والمملكة والساحر والشياطين لتصنع من هذا الطفل كافراً وأراد الله أن يكون داعيةً لله!فهل هُناك من يرُدّ قدر الله ؟أبداً.. الملك سخّر كُل ما يطيقه وما يستطيعه ليصنع من هذا الغلام ماذا؟كافر..والساحر معه الشياطين.. من أعجب ما قرأت..ولو أنّها خارج الموضوع..ولكنها مُناسبة هُنا :- أن رجُلاً كان فى بلاد الشام كان يمضى كل ليلة عرفه، يأخذ رسائل وودائع إلى الحجيج من أهلهم ويبقى فى بلده إلى يوم تسعه (يوم عرفه) ثم يمضى إلى عرفه ويُسلّم هذه الأشياء لأصحابها ويعود فى نفس الليلة، وكان الناس يعتقدون ماذا؟ أنه ولى من أهل ألخطوة، يذهب عرفه ويأتي فى نفس الليلة مع إنها تأخذ شهر سفر.. فالمقصود أنه ظل على هذا حاله حتى أتاه الموت، فقال لولده الأكبر يا بُنى فى يوم عرفه سيأتيك جمل اركبه يمضى بك إلى عرفه فتبيت فيها ثم تأتى فى نفس الليلة، فلما مات الرجل وجاء يوم عرفه أتى فعلاً الولد بعير(جمل)، فركبه حتى إذا كان فى الصحراء التفت الجمل إلى راكبه وقال له أنا شيطان وكان أبوك يعبدني فإن سجدت لى أوصلتك إلى عرفه وإلا تركتك هاهنا، فأبى الولد وقال أنا أعبد شيطان ؟ والله لا أسجُد لك أبدا، فرفصه فقتله فمات. الشاهد أن كل ساحر لازم يبقى معه ماذا؟ .. يسمونها ( تلائيح ) كل ساحر معه مجموعة من الشياطين تخدمه فانظر الساحر وشياطينه..والملك وأعوانه والدولة بكل إمكانياتها يريدون أن يصنعوا من الغلام كافر، والله يريد أن يكون الولد موحّد، فوضع فى طريقه راهب صار الولد يدخل عند الراهب والراهب يعلمه التوحيد، ويخرج من عند الراهب يمضى عند الساحر والساحر يعلمه الكفر، الساحر يعلمه الكفر والراهب يعلمه التوحيد.. هذا نسميه فى عُرف التربويين تعدد مصدر التلقي، أنت بتقول للولد لما ترى أحدا تقول له: السلام عليكم ، وفى المدرسة يقولون له لما ترى أحدا تقول له: صباح الخير. .تعدد مصدر التلقي. أنت تقول له: احفظ قرآن ، وهم يقولون له: احفظ انجليزى، يحفظ أناشيد..نعم..أغاني ..أفلام.. المقصود أن الولد يميز هذا عن هذا..كيف؟إلا إذا أخذ الله يده، فلذلك أنت تحتاج لله.. فالمقصود أن هذا الغلام الذى اجتمعت كل قوى الكفر لكي يمضوا به إلى الكفر، جعل الله له الراهب فى طريقه ليعلمه التوحيد فصار أكبر داعية فى عصره إلى الله، لدرجة أن الراهب قال له إنك اليوم أفضل منى وإنك ستُبتلى. أخذت الشاهد فقط من القصة: أن الله إذا أراد أن يربى لك ولدك سيعصمه، ولو رمى فى النار سيحميه ويحفظه ولو أحيط به، فلذلك أنت بحاجة إلى الله لكي يُصلح الله لك ولدك.. نسأل الله أن يُصلح أولادنا.. فالعُنصُر الأول : أن يستشعر الأب مسئوليته تجاه ولده:استشعار المسئولية باختيار الأُم، استشعار المسئولية بالنية فى إنجاب الذرية، استشعار المسئولية بإصلاح النفس، أن يُصلح الأب نفسه لكي يصلح ولده، أن يصير للأب حال مع الله: كثرة ذكر، كثرة تلاوة قرآن، كثرة صدقة، تعليم علم..لكي يُحفظ فى ولده .
العنصُر الرابع : أن يعوّد الطفل منذ صِغره وأن يُربّيه على التوحيد :- أن يعوّد الطفل الطاعة ويربيه على التوحيد..تلك مسئوليته، إن كثيراً من الآباء حريصون على سؤاليا بنى أنت تحبني؟ أنت تحب أبوك أكثر أم أمك؟) كثير من هذا ، إننى أريد أن تربيه على أن يحب الله فإذا أحب الله أحبك ولابد، إنك إن بذلت كل مالك..الولد قاعد ليل ونهار: أحضر لى شيكولاته..تتحضر له الشيكولاته..أحضر لي كرة..تحضر له كرة.. أحضر لي الملابس الفلانية..تحضر له الملابس الفلانية..اذهب بي للمكان الفلاني..تذهب به للمكان الفلاني، تنفق عليه ما شئت.. يوم ما تفتقر.. هات..لا أملك. يكرهك..أنت وحش يا بابا..لأنه يحبك من أجل الفلوس، يحبك لأنك تكرمه..وإذا ضربته.خلاص يكره بابا. صح أم لا؟ أما إذا ربيت الطفل يا ولد حب ربنا.حينها لما يُسأل الطفل، اليوم فى المدرسة يعلموهم فى عيد الأم، وهذه أسوأ سوأه فى تاريخ المسلمين أن يصنعوا للأُم يوم فى السنة(عيد الأم بدعة مُنكره..حرام)يقولوا له: أنت تحب أمك لماذا ؟يقول:حملتني فى بطنها تسعة أشهر..وأرضعتني حولين كاملين..وغسلت لى ملابسي، الولد يقول طيب. بعد ذلك لما لا يحب أمه علشان هذه..يقول طيب لماذا حملتني؟..هي حملتنى بمزاجي..إنها حملتنى غصب عنى، لم أكن أريدها تحملني أصلا. فهذه لا توجب محبة..أن يحب الطفل أمه.. لماذا تحب أبيك؟..لأنه ينفق علي..و و..لو الأب لم يُنفق؟لم يُحب يعنى.. أما فى الإسلام لماذا تحب أبيك وأمك؟لأن الله أمرني بذلك، فلو الأب أنفق أو لم ينفق، الولد يجب عليه أن يحب أباه، حتى لو كان الأب كافر وجب على الولد أن يكرم أباه لقول الله:
﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونًَ﴾ ﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَي ﴾ وهو طريق إبراهيم فى معاملته لأبيه، انظُر إلى غاية الأدب وإبراهيم يقول لأبيه:
يا أبتي (ويا أبتى)كما يقول علماء اللغة:غاية الأدب للتقريب والتحبيب "مش بابا!" علمت ابنك يقول يا إيه؟..يا أبتى يا أُماه، كل هذه الألفاظ تقريب وتحبيب..احترام وتوقير، يا أبتى غاية فى التوقير، حتى لما قال له أبوه: ﴿ يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً ﴾ ستذهب أم أرجمك بالحجارة؟ قال له إبراهيم: ﴿ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً ﴾ حتى لما قال له هذا، زى الأب لما يقول لابنه: أنت تمشى عدل ولا أضربك، يقولوا : ستضرب من أنا بقيت أطول منك تكلم كويس.(ولد قليل الأدب)، لكن لما يكون ولد طيب، مؤدب، محترم، يعرف ربنا، يقول له: أمشى ولا أضربك، يقول له اضرب، أنت لو حذفتنى بحذائك أنا ولهولك واجب عليا أنت أبي..أنا أقبل حذائك..واجب عليا.. هكذا الولد الذي يربى على الإسلام، احترام الأب وتوقيره، وإعطاءه قدره لأمر الله قال: ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾ افعل كما فعل إبراهيم لما قال له أبوه: ﴿ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ﴾ قال:﴿ سَلَامٌ عَلَيْكَ ﴾فقط هذا! ﴿ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ﴾.. فالمقصود أن استشعار الأب تلك المسئولية العظيمة الجسيمة فى تربية أولاده، يجعله دائماً لا يدُع ابنه يُفارق عينه، هذا هو العنصر الأول (استشعار الأب مسئوليته العظيمة).. أما معظم الآباء اليوم فقد قدموا استقالات جماعية من مهمة الأب الأصلية(التربية) وصارت مهمة الأب الوحيدة فى البيت(مورد مالي) يعمل ويحضر فلوس، إنما تربية؟!..لم يعد هناك أب يربى..للأسف، مع أن أصل مهمة الأب هى التربية..نسال الله أن يهدى المسلمين والمسلمات..
العنصر الخامس وبه نختم : إصــلاح الأم :- إصلاح الأمهات، لأن الأم أخطر من الأب، وفى هذا، إجابة على من قال لما قلنا فى الأول اختار أم صالحة تصلح ابنها، تُنجب خالد بن الوليد، نقول أصلح الأم تُصلح الولد لأننا وللأسف الشديد فى عصر (سامحوني) فى عصر مادي بحت أراد الظالمون أن يظل الأب يكدح ليل نهار لكي يسد فم أولاده. فالزوجة تقول أنفق علي أو طلقني، والابن يقول أنفق علي فلم أنجبتني، فيحتاج الأب فى شتات أن يأتي بالمال لكي يوكّل ويسد الأفواه المفتوحة هذه، فصارت التربية موكوّلة إلى من؟ إلى الأم، هي التي تمكث فى البيت ليل ونهار، لذلك فى معظم البيوت للأسف الشديد تجد طوال ما الأب موجود البيت "هس هس" ، غاية فى الأدب لا الولد يرفع صوته ولا البنت تتحرك، فإذا خرج الأب تحول البيت إلى سيرك، يتحول البيت إلى مسرح وتأتي الأم آخر النهار تصرخ "ربى أولادك"، الأولاد يفعلون ويفعلون، يقول أين ؟! هل يوجد أولاد مؤدبين فى الدنيا مثل أولادي، انظر الولد قاعد كيف.انظر البنت الخجولة..نعم ذلك أمامك فقط.. فلذلك نحن نحتاج أن نربّى الأم..لماذا؟ لتُربّى الأولاد..لأن الأُم الصالحة هى التى تُنجب وتُربّى أولاداً صالحين.. الشاهد العجيب والشواهد كثيرة جدا بقى فى موضوع الأم هذا :- انظُر إلى إسماعيل ابن إبراهيم- عليهما السلام - لما قال له أبوه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ .. ﴿ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ﴾.. الولد قال إيه ؟ : ﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ تعال اليوم قل لأبنك تعال يا ولد أنا أريد أذبحك-مع أن هذا لا يجوز- لأن إبراهيم كان نبياً ورؤيا الأنبياء وحي، ولكن نقول كده على سبيل المثال، يقول الرجل جن.. أنت الذي تريد تذبح، انظُر إلى إسماعيل: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ (انظر ماذا ستفعل ؟)﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ﴾ ما كان لولد يقول هذا الكلام: ﴿ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ إلا لأنه تربى فى باطن أم قالت يوماً ما : (آلله أمرك) قال: نعم، قالت: إذن لن يُضيّعنا. أم قالت: لن يُضيّعنا، ابن يقول: ﴿ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ﴾ ، والعكس بالعكس، لما كانت امرأة نوح كافرة قال نوح لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا ﴾،قال: ﴿ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي ﴾ فلما نادى نوح ربه: ﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِين َ﴾ قال: ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ﴾ لماذا؟﴿إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾ ﴿ إِنَّهُ ﴾ ما هو العمل الغير صالح ؟الولد ﴿ إِنَّهُ ﴾ إن هذا الولد عمل غير صالح لأن نوح وضع النطفة فى بطن غير صالحة، فأنجبت ولداً غير صالح.. فلذلك ابحث أين تضع النطفة، ربّى الأم لتُربّى لك الولد، أصلحها ليصلح الولد. قصة الإمام الجوينى مشهورة (صلى على الرسول) الإمام الجوينى كان من أئمة الحرمين-من أئمة الشافعية الجهابذة الكبار الأعلام- ، كان جهبذاً، وكان مُفوّها، كان إذا تكلم كالبحر الخِضّم كالموج الهادر فى كلامه لا يسكت، يتكلم يُلجم الألسنة، فى يوم من الأيام وسط تلاميذه وهو يتلكم فجأة تلجلج الإمام فانقطع وبكى (اللهم أصلح لنا صدورنا ويسر لنا أمورنا وسدد ألسنتنا، اللهم احلل العقدة من ألسنتنا ليفقه قومنا قولنا إنك ولى ذلك والقادر عليه) انقطع الإمام وبكى وذُهِل من حوله..ذُهِل من حوله ونظروا وسكتوا تبجيلاً للإمام.. فقال الإمام أنا أعرف سبب هذه اللجلجة قيل وما سببها قال: المصّة، قيل وما خبرُ المصّة؟قال: حدثني أبى أنى حين كُنتُ رضيعاً، انشغلت عنى أمي بأمور البيت، فجُعت، فبكيت، وعلا صراخي، - ولد بيرضع أُمه مشغولة فى البيت، عندها يوم غسيل ولا يوم كذا، فانشغلت، الولد جاع، فقعد يبكي ويصرُخ - هذا الإمام الجوينى وهو طفل قال: فدخلت أمه(جاريه،عبده،خادمه ) لجار لنا فحملتني وألقمتني ثديها أرضع فدخل أبى واختطفني منها وقال أنتِ أمه لجار لنا ولا يحل لبنكِ إلا بإذنه وأنا لا أُطعم ولدى إلا الحلال، ثم وضع إصبعه فى فمي فتقيأت ما فى بطني وبقيت مصّه، هذه اللجلجة سببُها تلك المصّة، مصّة واحده حرام لجلجت الإمام، انظر تأثير الأم الأم التى تُرضع كما قيل:
ليس النبتُ ينبُتُ فى جنة :: كمثل النبتِ ينبُت فى الفلاة ليس النبتُ ينبُتُ فى جنة(حديقة وبستان) كمثل النبتِ ينبُت فى الفلاة(الصحراء) انظر هكذا فى الحديقة تجد ورد وفل وزهر وياسمين و..و..فى الصحراء لا تجد إلا الشوك..
وليس النبـتُ ينبُتُ فى الجنانِ :: كمثل النبتِ ينبُت فى الفلاةِ
وهـــل يُرتجــى لأطفال كمالاُ :: إذا ارتضعن ثُدي الناقصات
إذا كانت الأم ناقصة، يطلع الولد كامل..مستحيل.. فلذلك هذه الأم مدرسة، تُربّى الطفل، كيفما تكون يكون، تُرضعه مع لبنها قول "لا إله إلا الله" مع لبنها الأذكار، مع لبنها القرآن ، فينضج الولد بحب القرآن .. دكتورة أظُنّها كاتبه كتاب اسمه (لغة الطفل) اقتطف منه جزء صغير جداً لكي ننتهي (طوّلنا عليكم طبعاً) فتقول: (وكانت الأم من هؤلاء–تجربة على ثمانين أم ابتداء من الحمل وصولاً لحد الأولاد ما كبروا– قالت: وكانت الأم وهى تحمل طفلها تتلوا القرآن وهو يرضع، فكان الأطفال يتركون الثدي، وينظرون باهتمام إلى أمه ويُنصت، فلما تعود ذلك، كان الطفل إذا بكى كانت تتلوا أمه القرآن، فكلما علا صوته بالبكاء، علا صوتها بالقرآن، فيسكُت الطفل وينصُت، طفل ما زال يرضع، على هذا يُربّى الأطفال، يطلع الولد حافظ مش..ينام على موسيقى هادية..بل ينام بعد ما يقرأ جزء من القرآن..يطلع حافظ محب.. فهكذا الأم التي نحتاجها، مثل أم محمد الفاتح، ونحن نعرف قصة فتح القسطنطينية، يُحدث محمد الفاتح يقولكانت أمي تحملني كل ليلة قبل الغروب وتقف على شاطئ المحيط وتشير إلى القسطنطينية وتقول إن رسول الله –صلى الله عليه | |
|